التفاعل المبكر مع العمل الوطني
تبلور الأفكار الوطنية للشاب عبد الرحمن:
خلال تكوينه الفكري عاش
الشاب عبد الرحمن في ظل تفاعلات سياسية مليئة بالأحداث ذات الطابع الوطني التحرري
.. حيث شهدت البيئة التي نشاء فيها أنشطة مناهضة للاستعمار وتدعوا للتحرير ونيل
الاستقلال.
ففي خضم حركة التحرر الوطني في
مدينه عدن ضد الاستعمار البريطاني، تبلورت الأفكار الوطنية لدى الشاب عبد الرحمن،
مؤمناً بأهمية المشاركة في تلك الحركة التحررية بقدر استطاعته.
وبالرغم من صغر سنه الذي لم
يتجاوز حينها الخامسة عشر عاماً إلا إنه كان يشارك في المظاهرات المناهضة
للاستعمار، في إحداها تعرض لطلق ناري عشوائي موجه من بندقية أحد الجنود
البريطانيين كادت أن ترديه قتيلا لولا رعاية الله وحفظه, وفي أخرى أصيب بالإغماء
جراء استنشاقه للغاز المسيل للدموع. كما تعرض للتفتيش من قبل دورية بريطانية حين
أوقفت عدد من المواطنين المارة وهو من ضمنهم, وتفتيشهم وأيديهم مرفوعة إلى الحائط
في أجواء مرعبة ومخيفة.
عضو القطاع الطلابي للجبهة القومية:
وبعد بلوغه سن الخامسة عشر
من عمره، تم قبوله في عضوية الجبهة القومية ملتحقاً بقطاعها الطلابي المسمى بـ "
اتحاد طلبة الجنوب المحتل "، ببطاقة عضوية رقم 236 ( أنظر صورة منها )، ومن
خلال عضويته تلك استطاع القيام بالعديد من المهام النضالية على مستوى الحركة
الوطنية والطلابية في مرحلة الكفاح المسلح منها التحريض على مناهضة الاستعمار
وتبيين صحة مواقف الجبهة القومية في كفاحها المسلح، والقيام بتوزيع المنشورات
وكتابة الشعارات على الحيطان والمشاركة في المظاهرات وفي تحركات أعضاء اتحاد
الطلبة بين صفوف طلاب المدارس وشباب الحارات.
وبنيل البلاد استقلالها
الوطني في 30 نوفمبر 1967م انتقل الشاب عبد الرحمن من حي كريتر للعيش مع شقيقه الرائد
عبد الله حسين الذي عين مستشاراً وملحقاً عسكرياً لأول رئيس للبلاد قحطان محمد
الشعبي، ليسكن في منطقة دار الرئاسة الواقعة في حي التواهي .. الأمر الذي أتيح له
الاطلاع عن قرب على ما تدور من أحداث سياسية في البلاد وعلى توجهات ومواقف القيادة
السياسية تجاهها .. علاوة على تأثره بالتوجهات الوطنية لشقيقه عبد الله الذي شجعه
على قرأت الكتب ذات التوجهات التحررية وذات الصبغات الوطنية والقومية أمثال كتب
ساطع الحصري ومحسن إبراهيم وغيرهم .
عضو جمعية المديرية الوسطى لمحافظة أبين:
بانتقال شقيقه الرائد عبد
الله إلى القاهرة عام 1970م في مهمة الملحق العسكري لدى سفارة بلادنا في الجمهورية
العربية المتحدة، انتقل الشاب عبد الرحمن للسكن في حي خور مكسر .. ومنه واصل نشاطه
الوطني بانخراطه في جمعية المديرية الوسطى للمحافظة الثالثة " أبين "
ببطاقة رقم 1496 ( أنظر صورة منها )، والتي كان لها دور في حماية منجز الاستقلال
.. كما تحمل مسؤولية رئاسة الاتحاد الوطني للطلبة فرع خور مكسر .. من خلال تلك
المسؤولية أستطاع أن يؤدي دور حيوية على المستوى الطلابي وأن يتولى المهام
التنظيمية التعبوية لطلاب المدارس الثانوية والإعدادية في حي خور مكسر، باتجاه
مؤزرة المواقف الوطنية التي تتخذها القيادة السياسية، وتنظيم المسيرات والمهرجانات
التآييدية للقرارات السياسية المتعلقة بالأحداث والتطورات الوطنية والقومية .
رئيس فرع حي خور مكسر للاتحاد الوطني للطلاب.
وبصفته رئيساً للهيئة
القيادية الطلابية لفرع خور مكسر .. فقد كان أثناء المسيرات والمهرجانات الطلابية
يتولى قيادتها وإلقاء الخطابات والبيانات السياسية فيها, ومن ثم رفعها للقيادة
السياسية كتعبير عن موقف تلك الجماهير الطلابية تجاه الحدث المعني .. منها أن تم تنظيم مسيرة طلابية شاركت فيها جميع مدارس حي خور
مكسر لتأييد التوقيع على اتفاقية " القاهرة " لتوحيد شطري اليمن، ألقاء
فيها الناشط عبد الرحمن خطاباً حماسياً، دعاء فيه جماهير الطلاب إلى تأييد تلك
الاتفاقية والنضال من أجل تحقيق بنودها، مناشداً قيادتي الشطرين التمسك باتجاهاتها
والتسريع بتحقيق الوحدة اليمنية، تلبية لتطلعات شعبنا في شطري الوطن .
كما كان يقوم بتوجيه النشاط
الثقافي والرياضي لفرع اتحاد الطلبة والتنسيق مع إدارات المدارس لإقامة الفعاليات
الطلابية .. علاوة على مشاركاته في المؤتمرات واللقاءات التشاورية للحركة الطلابية
.
بهـذه النشاطات السياسية
والفعاليات الطلابية التي كان يقوم بها الطالب عبد الرحمن أثناء دراسته في المرحلة
الثانوية, يمكننا القول بأنه قد أسهم بدور حيوي في أعمال الحركة الطلابية الجنوبية
في مرحلة ما بعد استقلال دولة الجنوب.
عضو لجان الإسكان:
ويذكر إن الشاب عبد الرحمن شارك في مرحلة بعد الاستقلال في عدد من الأعمال الوطنية, منها أن كان عضو لجنة الإسكان في حي خور مكسر,