أخر الاخبار

السكرتير الأول لسفارة اليمن الديمقراطي في السودان.


جامع الرئيس النميري في الخرطوم.

بعد إتمام الدورة التأهيلية في العلاقات الدولية في ألمانيا الديمقراطية، عاد الدبلوماسي عبد الرحمن المسيبلي إلى أرض الوطن, حينها تم إبتعاثه في يوليو 82 م للعمل في سفارة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لدى جمهورية السودان الديمقراطية بدرجة سكرتير أول.

وبتوليه مهامه الدبلوماسية وبصفته الرجل الثاني في السفارة فقد أتيحت له فرصة ممارسة مهام القائم بالأعمال أثناء غياب السفير، الأمر الذي أكسبه ذلك خبرة دبلوماسية وسياسية في تمثيل بلاده. وفي الخرطوم بذل الدبلوماسي عبد الرحمن جهده لتطوير علاقات التعاون الثنائي بين بلاده وجمهورية السودان الشقيق في عدداً من المجالات منها الدبلوماسية والقنصلية والثقافية .. كما أولى اهتمامه بشؤون جالية أبناء بلده في السودان وتشجيعها على الاستثمار والتواصل مع وطنهم ومتابعه تطوراته.

كما كان شاهد عيان على ثورة الشعب السوداني على الدكتاتور جعفر محمد النميري ، ومعايشته لأربع حكومات متتالية في السودان (حكومة النميري ، سوار الذهب ، أحمد المرغني والصادق المهدي) ..

وقد أعجب الدبلوماسي عبد الرحمن بالتجربة الديمقراطية والتعددية الحزبية التي أنتهجها الشعب السوداني كخيار سياسي له بعد الإطاحة بالنظام العسكري لجعفر النميري ، واعتماد تلك التجربة كنهج وأسلوب لحل الأزمات السياسية وإحلال الاستقرار في البلاد ... وقد عبر الأخ عبد الرحمن عن قناعته بصحة النهج الديمقراطي ليس للسودان فحسب بل ولجميع بلداننا العربية، متمنياً أن يأتي اليوم الذي تطبق فيه مثل تلك التجربة الديمقراطية في بلاده، باعتبارها الحل الأمثل لإخراج البلاد من أزماته السياسية التي كانت تنهش فيه قبيل أحداث 13 يناير المشئومة.

مع السفير علي البجيري والصديق صالح الصاعدي.

استقبال الصديقين العكبري وعبد الله علي في حديقة المنزل.

يكن الدبلوماسي عبد الرحمن كل الود والتقدير لشعب وحكومة السودان لما لمسه منهم من حسن معاملة وترحاب طوال فترة عمله التي تزيد على أربعة أعوام قضاها في ربوع السودان، واصفاً تلك الفترة بأنها كانت من أجمل الفترات التي قضاها خارج الوطن، مستمتعاً بسماحة السودانيين وسهوله التعامل معهم رسمياً وشخصياً.

النزوح إلى صنعاء:

على ضوء أحداث 13 يناير1986م حدد الدبلوماسي عبد الرحمن موقفة كرجل دولة إلى جانب الشرعية الدستورية، وقد حزّ في نفسه وبحزن ما تسببت به تلك الأحداث من ضياع لحكومته ومآسي لأبناء وطنه وانقسامات في النسيج الاجتماعي لشعبه، على اعتبار إن المنتصر في هذه الأحداث هو في نفس الوقت المنهزم بكل المقاييس. وعلاوة على ما حل بالشعب والوطن من مآسي إلا إن استشهاد شقيقه العقيد محمد حسين في تلك الأحداث هو وأبناء عمومته صالح أحمد وعبد السلام محمد وكذلك استشهاد أثنين من أشقاء زوجته وهما العميد عبد ربه والعقيد عبد الخالق عبد الله, كان لذلك في نفسه وقع الحزن والتألم .. وعلى أساسه فإن الأخ عبد الرحمن أبا إلاّ أن يلتحق بقيادة الشرعية الدستورية المتجمعة في مدينة صنعاء على أمل العودة إلى أرض الوطن وتضميد الجراح.

ففي صنعاء والتي سبقه إليها شقيقه عبد الله قادماً من ألمانيا الديمقراطية .. تلمس الأخ عبد الرحمن الأوضاع عن قرب .. مؤمناً بان الحوار السلمي هو الأسلوب الأمثل لحل مشاكل الحزب والدولة، وإن التسامح والتصالح هو وحده الضمان لإعادة اللحمة بين صفوف المجتمع الجنوبي المنقسم على نفسه .. وتضل مسالة تحقيق الوحدة اليمنية الحلم الذي بتحقيقه سيتجاوز الوطن جميع المحن وستتحقق أهدافه في النمو والتطور .. هذه الرؤية شكلت القناعة السياسية للأخ عبد الرحمن تجاه الأوضاع في جنوب اليمن وتجاه التطورات في الوطن اليمني برمته.

وفي صنعاء التحق المناضل عبد الرحمن بالطاقم الإعلامي ولمراسيمي المعاون للرئيس علي ناصر محمد في القصر الجمهوري ، ومن خلال مهمته تلك تعرف على العديد من القيادات السياسية والعسكرية الموالية للشرعية الدستورية .. وخلق علاقات ودية مع الكثير منهم. كما عمل على توصيل قضايا الناس المتضررة من الأحداث إلى الرئيس مباشرة وإلى الجهات المعنية بحلها .. وكان متتبع لما يدور على الساحة السياسية في الجنوب ومجريات الأحداث فيها .. حتى بزغت بعض المؤشرات التي تدل على وجود تقارب بين القيادتين الشمالية والجنوبية باتجاه ترغيب كل طرف للآخر بالسعي لتحقيق أي شكل من أشكال الوحدة اليمنية، حتى إنه كان من أوائل من وصل إلى علمهم جدية الموقف وعزم القيادتان على تحقيق (( الوحدة الفدرالية )) أولا. لولا إنه فوجئ كغيره من المتابعين بالاتفاق على إعلان ((الوحدة الاندماجية)) مباشرة .

وقد أستبشر خيراً ، مقتنعاً بأن تحقيق الوحدة بين شطري اليمن هو الحل الأمثل لأزمات ومحن البلاد .. كما آمن بالمقولة التي تقول بان ( الوحدة تجب ما قبلها ).

في تلك المرحلة وهي مرحلة عشية توقيع اتفاقية 30 نوفمبر 98م الوحدوية، وفي أطار ترتيب أوضاع كوادر الشرعية الجنوبية، أنتدب الدبلوماسي عبد الرحمن من قبل الرئيس علي ناصر محمد للعمل في سفارة الجمهورية العربية اليمنية (لما قبل الوحدة) لدى دوله الكويت بدرجة مستشار دبلوماسي.