أخر الاخبار

حقبة الخلافة العثمانية في تركيا.


جامع السلطان أحمد

حقبة الخلافة العثمانية، وحاضرتها مدينة إسطنبول بقيادة الخليفة الأبرز سليم الأول بن بايزيد, وكذا السلطان سليمان القانوني. استمرت 624 عام، ابتداء من عام 1299 حتى 1923م. شملت أنحاء واسعة من قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، وصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية. وصولا الى الحدود النمساوية في أوروبا والى الجزائر غربا، وأجزاء من الصين شرقا وكل شبة الجزيرة العربية واليمن جنوبا.

كان أرطغرل التركي حليفًا للسلاجقة حتي منحه السلطان السلجوقي منطقة في أقصى الشمال على الحدود البيزنطية.

وبسبب تصدي عشيرته للاعتداءات الرومانية علاء شأن أرطغرل لدي السلطان. فكافأه السلطان بلقب محافظ الحدود، من ثم بلقب غازي. واستطاع أن يوسع أراضيه، حتى وفاته عام 1281م.

جامع آية صوفيا.

بوفاته تولى الامارة ابنه الأصغر عثمان، فأخلص الولاء للدولة السلجوقية، ووجه نشاطه العسكري نحو الأراضي البيزنطية لإدخالها ضمن الأراضي الإسلامية، وقام بتحقيق انتصارات على الدولة البيزنطية، وعبر الدردنيل إلي أوروبا الشرقية. ومن الناحية الإدارية، فقد أظهر عثمان مقدرة فائقة في وضع النظم الإدارية لإمارته، بحيث قطع العثمانيون في عهده شوطًا كبيرًا عن طريق التحول من نظام القبيلة المتنقلة إلي نظام الإدارة المستقرة، ما ساعدها علي توطيد مركزها.

وحين تغلب المغول علي الدولة السلجوقية، سارع عثمان إلي إعلان استقلاله عن السلاجقة، ولقّب نفسه «عاهل آل عثمان»، فكان بذلك المؤسس الحقيقي لهذه الدولة التركية الكبرى التي نُسبت إليه لاحقًا.[9] وظلّ عثمان يحكم الدولة الجديدة بصفته سلطانًا مستقلاً حتي تاريخ 6 أبريل 1326م. بوفاته اعتلاء الامارة ابنه أورخان. 

الجامع الأزرق.

أعتنى اورخان بإمارته وقام بتنظيمها، وضرب النقود باسمه، ونظّم الجيش، وأنشأ فرقا عُرف بجيش الإنكشارية. وفي عام 1337م، شنّ هجومًا علي القسطنطينية عاصمة البيزنطيين نفسها، ولكنه أخفق في احتلالها. شهد المسلمون في عهد أورخان أوّل استقرار للعثمانيين في أوروبا.

بوفاته تولّي بعده ابنه «مراد الله»، والملقب بمراد الأول. ومن بعده تولى ابنه بايزيد، وعند ذلك كانت الدولة قد اتسعت حدودها اتساعاً كبيراً، فانصرف إلى تدعيمها بكل ما يملك من وسائل.

جامع أرتاكوي

وفي ربيع سنة 1402م، تقدّم تيمورلنك نحو سهل أنقرة لقتال بايزيد، واستطاع ان يهزم العثمانيين، وأُسر السلطان بايزيد، وحمله المغول معهم عائدين إلى سمرقند عاصمة الدولة التيمورية، ومات فيها سنة 1403م.

بانتصار المغول على العثمانيين، تزعزعت سلطتهم، واختلف أبناء بايزيد على السلطة، حتى استطاع ابنه محمد الملقب " محمد جلبي" من اعتلائها، وعمل على إعادة الروح اليها. 

بعد محمد الأول تولّى عرش السلطنة العثمانية مراد الثاني، فاستمر بإخضاع المدن والإمارات التي استقلت عن الدولة العثمانية، وحاصر القسطنطينية، ولكنه لم يُوفق من فتحها. 

مدخل باب السلطان سليمان القانوني.

ولمّا توفي السلطان مراد الثاني ارتقى عرش العثمانيين ابنه محمد، وقد طلب الامبراطور البيزنطي منه مضاعفة الجزية التي كان والده يدفعها إلى البيزنطيين. فاستاء السلطان محمد من هذا الطلب، فأمر بإلغاء الجزية وراح يتجهّز لحصار القسطنطينية والقضاء على هذه المدينة. استطاع محمد الفاتح من محاصرة القسطنطينية, وبعد مرور 53 يوما من الحصار استطاعت القوات العثمانية من مداهمة المدينة وتحريرها وقتل الامبراطور. لقب السلطان محمد ب محمد الفاتح، وتغير اسم القسطنطينية الى اسلام بول الذي يعني مدينة السلام. 

بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر؛ فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاث: أوروبا وآسيا وأفريقيا؛ حيث خضع لها كامل آسيا الصغرى، وصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية. وعندما ضمَّ العُثمانيُّون الشَّام ومصر والحجاز سنة 1517م، وأسقطوا الدولة المملوكية بعد أن شاخت وتراجعت قوتها، تنازل آخر الخلفاء العباسيين المُقيم في القاهرة مُحمَّد المتوكل على الله عن الخلافة لِلسُلطان سليم الأول، ومُنذ ذلك الحين أصبح سلاطين آل عُثمان خُلفاء المُسلمين.

عرش السلطان.

أضحت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان الأول «القانوني» (حكم منذ عام 1520م حتى عام 1566م)، قوّة عظمى من الناحيتين السياسية والعسكرية، وأصبحت عاصمتها القسطنطينية. تلعب دور همزة الوصل بين العالمين:  ولكن منذ بدايةً سنة 1740م، أخذت الدولة العُثمانيَّة تتراجع وتتخلَّف عن ركب الحضارة.

وفي عام 1908م أعيد العمل بالدستور العُثماني، وسيطر حزب الاتحاد والترقي على أغلب مقاعد البرلمان، فعادت السلطنة للنظام الملكي الدستوري، وبقيت كذلك حتى انهارت بعد عشر سنوات. شاركت الدولة العثمانية بالحرب العالمية الأولى إلى جانب الإمبراطورية الألمانية، في محاولة لكسر عزلتها السياسية المفروضة عليها من قبل الدول الأوروبية مُنذ العهد الحميدي، وعلى الرَّغم من تمكنها من الصُمُود على عدَّة جبهات عانت من الثورات الداخليَّة التي أشعلتها الحركات القوميَّة في الداخل العُثماني، ردًّا على عنصريَّة حزب الاتحاد والترقي من جهة، وبسبب التحريض الأجنبي من جهةٍ أُخرى، وفي نهاية المطاف لم تتمكن السلطنة من الصُمود بوجه القوى العظمى، فاستسلمت لِلحُلفاء سنة 1918م. انتهت الدولة العثمانية بصفتها السياسية بتاريخ 1 نوفمبر سنة 1922م، وأزيلت بوصفها دولة قائمة بحكم القانون في 24 يوليو سنة 1923م، بعد توقيعها على معاهدة لوزان، وزالت نهائيًّا في 29 أكتوبر من نفس السنة عند قيام الجمهورية التركية، التي تعتبر حاليًا الوريث الشرعي للدولة العثمانية. كما أدَّى سقوط الدولة العُثمانيَّة إلى ولادة مُعظم دُول الشرق الأوسط المُعاصرة، بعد أن اقتسمت المملكة المتحدة وفرنسا التركة العُثمانيَّة في العراق والشام، بعد أن انتزعت منها سابقًا مصر وبلاد المغرب.

بروفايل للخليفة العثماني
نافورة ماء السبيل.
مدخل الحرملك.

الجامع الكبير.